التأثير السلبي لمشكلة البطالة
المقدمة
تعريف مشكلة البطالة
التأثير السلبي لمشكلة البطالة: تعد مشكلة البطالة واحدة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية الحرجة التي تواجه الكثير من البلدان حول العالم. تشير البطالة إلى الأفراد الذين يجدون صعوبة في العثور على وظائف على الرغم من أن لديهم القدرة والرغبة في العمل. تعتبر هذه الظاهرة مؤشرا على عدم التوازن في سوق العمل ونقص الفرص المتاحة، مما يؤدي إلى آثار سلبية على المستوى الفردي والأسري والاجتماعي. تتفاقم مشكلة البطالة مع تعمق الأزمات الاقتصادية، حيث يضطر الأفراد إلى مواجهة الفقر والحرمان. على سبيل المثال، تظهر الإحصاءات أن نسبة البطالة ترتفع في الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية حادة، مما يثير قلق الأفراد حول مستقبلهم وقدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية.
أهمية دراسة التأثير السلبي لمشكلة البطالة
تتطلب معالجة مشكلة البطالة فهم التأثيرات السلبية المرتبطة بها، فمن خلال دراستها نتمكن من معالجة أسبابها بطريقة أكثر فعالية. تشمل أهمية دراسة تأثير البطالة ما يلي:
- تحليل الأسباب الجذرية: يساعد على تحديد العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، مما يمكن من وضع استراتيجيات فعالة لحلها.
- تقييم الآثار النفسية: حيث تؤثر البطالة سلبًا على الصحة النفسية للأفراد، مما تظهر الحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي.
- تسليط الضوء على الآثار الاجتماعية والاقتصادية: تساهم البطالة في تفكك الأسر وزيادة العنف والجريمة، مما يحتم على الحكومات اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة هذه الآثار.
بالفهم العميق لمشكلة البطالة، نستطيع التحرك بصورة جماعية نحو حلول مستدامة، مما يُعزز من استقرار البيئة الاقتصادية والاجتماعية.
تأثير البطالة على الاقتصاد
تبعات البطالة على نمو الاقتصاد
تعتبر البطالة من العوامل السلبية التي تؤثر بشكل جوهري على النمو الاقتصادي. عندما يرتفع معدل البطالة، يُؤدي ذلك إلى فقدان الأفراد لوظائفهم، مما يقلل من القوة الشرائية لديهم، ويعكس ذلك بشكل سلبي على السوق المحلي. كما أن الانخفاض في الإنفاق الاستهلاكي يؤثر بدوره على أرباح الشركات، مما قد يؤدي إلى انخفاض الاستثمارات وعمليات التوسع. إليك بعض النقاط التي توضح تأثير البطالة على النمو الاقتصادي:
- تراجع الإنتاجية: مع وجود عدد أكبر من العاطلين عن العمل، تنخفض الإنتاجية الاقتصادية. يدعم هذا التفكير أنه على عكس الموظفين النشيطين الذين يسهمون في التنمية الاقتصادية، يصبح العاطلون غير منتجين، مما ينعكس سلباً على الاقتصاد بشكل عام.
- تأثيرات سلبية على الاستثمارات: بطالة مرتفعة تؤثر أيضاً على مستوى الثقة في الاقتصاد، مما يجعل المستثمرين أكثر حذراً. قلة الاستثمارات تؤدي بدورها إلى المزيد من حالات البطالة، مما يُدخل الاقتصاد في حلقة مفرغة من الركود.
- زيادة المعاناة الاجتماعية: تساهم البطالة في زيادة الفقر، مما يزيد من العبء على الحكومة لتوفير المعونات الاجتماعية، وهذا يتسبب في شح الموارد التي يمكن استثمارها في النمو الاقتصادي.
تكاليف البطالة على المالية العامة
لا تقتصر آثار البطالة على الأفراد فحسب، بل تضع أيضًا ضغطًا كبيرًا على المالية العامة للدولة. تكاليف البطالة تشمل النفقات المستمرة على البرامج الحكومية مثل تعويضات البطالة والدعم الاجتماعي. من الآثار المالية السلبية للبطالة:
- زيادة الإنفاق الحكومي: مع ارتفاع معدلات البطالة، تضطر الحكومات إلى زيادة المساعدات المقدمة للعاطلين عن العمل، وهو ما يؤدي إلى زيادة العجز في الميزانية العامة. يُشير خبراء الاقتصاد إلى أن إنفاق الحكومة على الرعاية الاجتماعية يرتفع بشكل ملحوظ في الأوقات التي تشهد فيها البلاد معدلات عالية من البطالة.
- انخفاض الإيرادات الضريبية: يترافق ارتفاع البطالة أيضًا مع انخفاض في الإيرادات الضريبية، نتيجة انخفاض دخل الأفراد والشركات. هذا النقص في الإيرادات يؤثر سلبًا على قدرة الحكومات على الوفاء بالالتزامات المالية وتقديم الخدمات الأساسية.
- زيادة الديون العامة: مع ارتفاع تكاليف البطالة وتناقص الإيرادات، تضطر الحكومات إلى الاقتراض لتغطية العجز، مما يؤدي إلى زيادة الدين العام. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن الميزانية، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على المجتمع.
وفي الختام، من الواضح أن البطالة تمثل تحديًا ضخمًا يتطلب استراتيجيات مدروسة لمعالجة أسبابها وآثارها على الاقتصاد.
تأثير البطالة على الأفراد
الآثار النفسية للبطالة
تعتبر البطالة من أبرز المشاكل الاجتماعية التي تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للأفراد. فالشخص الذي يفقد وظيفته، قد يشعر بارتفاع مستويات القلق والاكتئاب نتيجة لفقدان الهوية المهنية. من خلال تجارب عدد من الأشخاص، يتضح أن البطالة تسبب شعورًا بالعجز وعدم القدرة على تلبية احتياجات الحياة اليومية.
- أهم الآثار النفسية للبطالة:
- الشعور بالإحباط: حيث تصبح محاولات البحث عن وظيفة جديدة محبطة مع مرور الوقت.
- فقدان الثقة بالنفس: تدخل البطالة الأفراد في حلقة مفرغة من نقص الثقة بسبب عدم قدرتهم على العثور على عمل.
- الانطواء الاجتماعي: قد يؤدي عدم التقدم في الحياة المهنية إلى انسحاب الأفراد من الأنشطة الاجتماعية.
كثير من العاطلين عن العمل يذكرون كيف كانت الإيجابية جزءًا من حياتهم قبل فقدان وظائفهم. وبدورها، تضاعف هذه المشاعر السلبية مع مرور الوقت، مما قد يؤثر على العلاقات العائلية والاجتماعية.
تأثير البطالة على الصحة البدنية
تتجاوز آثار البطالة الجانب النفسي لتصل إلى الصحة البدنية أيضًا. إذ تشير عدة دراسات إلى أن الأفراد بدون عمل يعانون من ازدياد مستويات التوتر مما ينعكس على صحتهم بشكل عام.
- أهم التأثيرات الصحية للبطالة:
- ارتفاع مستويات التوتر: قلة الدخل وزيادة الضغوط المالية تؤدي إلى تفاقم الضغوط النفسية.
- تدني العناية بالصحة: قد يتجنب الأفراد زيارة الأطباء بسبب التكاليف المالية، مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية.
- أمراض جسدية: من المرجح أن يعاني الأفراد من آلام جسدية مثل الصداع والآلام المزمنة نتيجة للإجهاد والقلق.
إن الاستمرار في البحث عن عمل دون جدوى قد يدفع البعض لاتباع عادات غذائية غير صحية أو نمط حياة غير نشط، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
تأثير البطالة على الأسرة
ارتفاع معدلات الطلاق بسبب البطالة
تُعتبر مشكلة البطالة من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلباً على استقرار الأسرة، حيث تنعكس آثارها بشكل مباشر على العلاقات الزوجية وتؤدي إلى زيادة معدلات الطلاق. غالباً ما يتسبب الضغط المالي الناجم عن البطالة في شعور الإحباط والتوتر بين الأزواج، مما يزيد من احتمال حدوث مشادات ونزاعات. من المؤكد أن العلاقات الزوجية تتطلب دعماً عاطفياً ومالياً، وعندما يواجه أحد الزوجين البطالة، قد يشعر الآخر بمزيد من الضغط نتيجة الأعباء المالية المتزايدة. وللأسف، فإن العديد من الأزواج لا يستطيعون التكيف مع هذا الوضع، مما يؤدي إلى:
- زيادة الخلافات: تحدث مشكلات متكررة بسبب الضغوط المالية والأحاسيس السلبية.
- فقدان التواصل: تحدث فجوة في التواصل بين الزوجين مما يزيد من مشاعر العزلة.
- استنزاف الطاقة العاطفية: قد يشعر الزوجان بالإحباط وفقدان الأمل في تحسين الوضع مما يؤدي لشعور بعدم الجدوى.
تأثير البطالة على التفاعل الاجتماعي في الأسرة
تؤثر البطالة أيضاً على التفاعل الاجتماعي داخل الأسرة، حيث تضعف الروابط الأسرية بين الأفراد. فقدان العمل يمكن أن يُنازع الأفراد في الانخراط في الأنشطة الأسرية، مثل التجمعات العائلية والاحتفالات، مما يؤدي إلى الإحباط والتوتر.
- الإحباط العائلي: قد يؤدي عدم الرضا والفشل في العمل إلى انعزال الأفراد عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- انخفاض حجم الدعم العائلي: قد تؤدي البطالة إلى تراجع الدعم المادي والعاطفي بين أفراد الأسرة، مما يزيد من حدة الفجوة بينهم.
- تأثيرات على الأطفال: يعاني الأطفال الذين يشهدون ضغوطات اقتصادية في منزلهم من قلة الاستقرار والأمان، مما يؤثر على صحتهم النفسية.
في المجمل، يتضح أن البطالة لا تؤثر فقط على الفرد، بل تصنع تأثيراً عميقاً على التركيب الأسري وتفاعلاته.
تأثير البطالة على المجتمع
زيادة معدلات الجريمة بسبب البطالة
مع تفشي البطالة في المجتمع، تظهر تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة، من بينها ارتفاع معدلات الجريمة. لم يكن من الغريب أن يتم ربط البطالة بمعدلات الجريمة، حيث يشير العديد من الباحثين إلى أن البطالة تعزز الظروف التي تجعل الأفراد يميلون إلى الانخراط في أنشطة غير قانونية. على سبيل المثال:
– الهجرة إلى الجريمة: يجد العديد من الشباب العاطلين عن العمل أنفسهم بلا فرص، مما يدفعهم إلى البحث عن وسائل غير مشروعة لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
– الإحباط والعنف: يعاني الأشخاص الذين يواجهون البطالة من مشاعر الإحباط والإحساس بالعجز، مما قد يؤدي إلى سلوكيات عدوانية أو متطرفة. وبالتالي زيادة احتمالية حدوث العنف الاسري وتفاقمه.
تأثير البطالة على مستوى الحياة في المجتمع
لا تقتصر آثار البطالة على العاطلين فقط، بل تمتد لتؤثر على المجتمع بأسره. ومع استمرار البطالة لفترات طويلة، تتدهور جودة الحياة بشكل ملحوظ:
- إبطاء التنمية الاجتماعية: المجتمعات التي تعاني من معدلات بطالة مرتفعة غالباً ما تتخلف في العديد من جوانب التنمية مثل التعليم والخدمات الصحية.
- زيادة الفقر: يتسبب ارتفاع البطالة في زيادة الفقر، مما يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية وزيادة عدد الأسر التي تعتمد على المساعدات الحكومية.
- التفكك الأسري: عائلات العاطلين عن العمل تواجه ضغوطات مالية تجعل التماسك الأسري أكثر صعوبة، مما يزيد من احتمالات التوتر والصراعات داخل الأسرة.
إن معالجة مشكلة البطالة ليست مسؤولية حكومية فحسب، بل تتطلب جهوداً جماعية من كافة فئات المجتمع لتحقيق تحسين مستدام في جودة الحياة.
استراتيجيات مواجهة مشكلة البطالة
تطوير برامج توظيف للشباب
تعتبر برامج توظيف الشباب من الأدوات الأساسية للتقليل من معدلات البطالة، خاصةً في المجتمعات التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الخريجين. من الضروري أن تستهدف هذه البرامج الاحتياجات الفعلية لسوق العمل، لتحقيق نتائج ملموسة. يمكن لهذه البرامج أن تشمل:
- التدريب المهني: تزويد الشباب بأدوات ومهارات عملية تتناسب مع المتطلبات الحالية للوظائف.
- التوجيه المهني: تقديم استشارات وإرشادات للشباب حول كيفية البحث عن وظائف مناسبة، وكيفية إعداد السير الذاتية.
- البرامج الحكومية: إنشاء شراكات بين الحكومة والقطاع الخاص لتوفير فرص تدريب وتوظيف من خلال حوافز للمؤسسات التي تقوم بتوظيف خريجين جدد.
مثلاً، شهدت بعض الدول نجاحاً ملحوظاً من خلال تطبيق برامج تدريبية مدعومة من الحكومة، بالتعاون مع الشركات المحلية لتحسين كفاءة القوى العاملة.
تشجيع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة
تعتبر ريادة الأعمال وسيلة فعالة لمواجهة مشكلة البطالة. إن تشجيع الشباب على تأسيس مشاريعهم الخاصة يمكن أن يؤثر إيجابياً على الاقتصاد المحلي، مما يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة. لتحقيق ذلك، يمكن تنفيذ العديد من الاستراتيجيات، مثل:
- توفير التمويل: تقديم قروض ميسرة للشباب الراغبين في بدء أعمالهم التجارية.
- تقديم الدعم اللوجستي: توفير مساحات عمل مشتركة ودعم تقني للشركات الناشئة.
- تطوير المهارات: إطلاق برامج تدريبية خاصة تركز على مهارات رواد الأعمال.
عند النظر إلى تجارب دول مثل سنغافورة، نلاحظ أن دعم ريادة الأعمال كان له أثر إيجابي واضح في تقليل معدلات البطالة وخلق بيئة اقتصادية أكثر ديناميكية. بتطبيق هاتين الاستراتيجيتين، يمكننا أن نساهم في تقليل مشكلة البطالة وتعزيز التنمية المستدامة في المجتمع.
أمثلة عالمية عن التسببات في تفاقم مشكلة البطالة
تأثير التكنولوجيا على سوق العمل
في العصر الحديث، لا يمكن إنكار أن التكنولوجيا تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل سوق العمل. فقد أسهمت التحولات التقنية المتسارعة في توفير أدوات ووسائل جديدة، لكنها في الوقت ذاته دفعت نحو تزايد معدلات البطالة، لاسيما بين العمال ذوي المهارات المنخفضة. إليك بعض التأثيرات البارزة:
- الأتمتة: الكثير من الوظائف التقليدية تم استبدالها بالآلات. على سبيل المثال، في صناعة السيارات، تعتمد المصانع الآن بشكل كبير على الروبوتات، مما قلل من الحاجة إلى العمالة البشرية.
- المقايضة الرقمية: الشركات أصبحت تعتمد على منصات الإنترنت لتشغيل عمالها عن بعد، مما يبرز التحديات في توظيف الأفراد بصورة دائمة، خصوصًا في الدول النامية التي تفتقر إلى بنية تحتية قوية.
- تدني الطلب على بعض المهن: بعض المهن التقليدية مثل التصنيع والبناء أصبحت أقل طلبًا، مما يؤدي إلى فقدان العديد من العمال لوظائفهم.
تأثير الأزمات الاقتصادية الدولية على مستوى البطالة
تعتبر الأزمات الاقتصادية الدولية من العوامل الحاسمة التي تساهم في تفاقم مشكلة البطالة في العالم. إليك بعض الأمثلة:
- الأزمة المالية العالمية في 2008: أدت إلى فقدان الملايين لوظائفهم حول العالم، حيث أسفرت عن انهيار العديد من المؤسسات المالية، وانخفاض الاستثمارات.
- خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست): أحدث هذا الخروج حالة من عدم اليقين الاقتصادي، مما أثر على النشاط التجاري والاستثمارات، وبالتالي زاد من معدلات البطالة في بعض القطاعات.
- جائحة كوفيد-19: أغلقت العديد من الشركات، مما تسبب في تسريح آلاف الموظفين وانخفاض فرص العمل.
تظهر هذه الأمثلة كيف أن العوامل العالمية، سواء كانت تكنولوجية أو اقتصادية، يمكن أن تضع ضغوطًا هائلة على سوق العمل وتؤدي إلى تفاقم مشكلة البطالة.
دور الحكومة في معالجة مشكلة البطالة
تنفيذ سياسات اقتصادية لخلق فرص عمل
تُعتبر الحكومة هي الجهة الأساسية المسؤولة عن معالجة مشكلة البطالة من خلال تنفيذ سياسات اقتصادية فعّالة. تركز هذه السياسات على تحفيز النمو الاقتصادي وفتح مجالات جديدة للعمل، مما يساهم في تقليل معدلات البطالة. من بين الخطوات البارزة التي يمكن أن تقوم بها الحكومة:
- تشجيع الاستثمار الأجنبي والمحلي: يُساهم جذب الاستثمار في توفير فرص عمل جديدة، سواء من خلال مشاريع كبيرة أو حتى من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
- تعديل السياسات الضريبية: يمكن للحكومة تخفيض الضرائب على الشركات التي تُوظف عددًا كبيرًا من الأفراد، مما يُشجع على التوظيف في القطاعات المختلفة.
- زيادة الإنفاق على البنية التحتية: يُعتبر استثمار الحكومة في المشاريع الكبرى مثل الطرق والمرافق العامة وسيلة فعّالة لتحريك عجلة الاقتصاد وتوليد الوظائف.
تقديم برامج تدريبية وتأهيلية لرفع مهارات العمال
تلعب برامج التدريب والتأهيل دورًا حاسمًا في مواجهة البطالة، حيث تساهم في رفع كفاءة العمال وضمان توافق مهاراتهم مع احتياجات سوق العمل. يمكن للحكومة تنفيذ عدة برامج، منها:
- تطوير مراكز التعليم الفني: تكثيف الجهود لتوسيع وتحديث مراكز التعليم الفني التي تعمل على تدريب الشباب على المهارات المطلوبة في سوق العمل مثل البرمجة، والحرف اليدوية، وغيرها.
- إنشاء شراكات مع القطاع الخاص: التعاون بين الحكومة وأرباب العمل لتقديم برامج التدريب العملي، مما يمكن الشباب من الحصول على خبرة مباشرة.
- برامج إعادة التأهيل للعاطلين عن العمل: تهدف هذه البرامج إلى تعليم المهارات الجديدة للعاطلين عن العمل بما يتناسب مع التطورات الاقتصادية الحديثة.
من خلال هذه السياسات والتدابير، يمكن للحكومة أن تلعب دورًا فعّالًا في تقليل معدلات البطالة ورفع مستوى معيشة المواطنين، مما يسهم في بناء مجتمع قوي ومستقر.
تجارب ناجحة في مواجهة مشكلة البطالة
نماذج لدول قلصت معدلات البطالة بنجاح
تواجه الكثير من الدول مشكلة البطالة، ولكن هناك بعض النماذج التي تمكنت من تقليص معدلاتها بطرق مبتكرة وفعالة. ومن بين هذه الدول:
- السويد: اعتمدت السويد سياسات مرنة في سوق العمل، مع التركيز على التدريب المهني والتأهيل. قامت الحكومة بإنشاء برامج تغطي تكاليف التدريب وتوفير الإعانات للإسهام في خلق وظائف جديدة للشباب.
- ألمانيا: نجحت ألمانيا في تطبيق نظام “التلمذة المهنية”، حيث تتيح للأفراد فرصة التعلم والعمل في الوقت نفسه. يعد هذا النظام نموذجًا متميزًا يعزز من مهارات الشباب ويؤدي إلى تقليل معدلات البطالة.
- سنغافورة: استخدمت سنغافورة استثمارات ضخمة في التعليم والتكنولوجيا، مما ساعد في تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة. كان الاستثمار في التعليم يعد الخيار الأفضل لضمان مهارات متموضوعية تلبي احتياجات السوق.
تجارب فردية لأشخاص تخطوا مشكلة البطالة
إلى جانب النجاحات على مستوى الدول، هناك العديد من الأمثلة الفردية التي تلهم الكثيرين في التغلب على البطالة. على سبيل المثال:
- علي، شاب في الثلاثين من عمره، فقد وظيفته في مجال البناء. بدلاً من الاستسلام، قرر البدء في تعلم حرفة النجارة. بعد عدة شهور من التدريب، بدأ بتنفيذ مشاريع صغيرة في منطقته، مما ساعده على بناء سمعة جيدة وفتح ورشة خاصة به.
- سارة، خريجة جامعية، وجدت نفسها عاطلة عن العمل لأكثر من سنة. بدلاً من اليأس، بدأت بمشاركة معرفتها في اللغة الإنجليزية على الإنترنت من خلال دورات تعليمية. الآن لديها مجموعة من الطلاب وتحقق دخلًا جيدًا من أنشطتها التعليمية.
تظهر هذه التجارب أن الأمل والإصرار هما المفتاحان لتجاوز عقبة البطالة، سواء على المستوى الفردي أو الوطني.
الختام
أهمية التوعية بتأثير البطالة في المجتمع
تعتبر مشكلة البطالة من الظواهر الخطيرة التي تؤثر على بنية أي مجتمع، ولهذا تبرز أهمية التوعية بمخاطرها وآثارها السلبية. يشكل تعزيز الوعي حول مشاكل البطالة خطوة ضرورية لتحفيز المجتمع نحو التحرك الفعّال. إليك بعض النقاط الهامة التي توضح أهمية هذه التوعية:
- تحفيز العمل الجماعي: التوعية تساعد على إيجاد دعم شعبي لمبادرات توظيف جديدة، مما يمكن الأفراد والمجتمعات من المشاركة في الحلول.
- فهم الأسباب: عندما يدرك الناس الأسباب الجذرية للبطالة، يمكنهم دعم السياسات والأفكار التي تعالج هذه الأسباب، كالفساد الإداري وسوء توزيع الموارد.
- الحد من التوتر الاجتماعي: زيادة الوعي يمكن أن تسهم في تقليل التوترات الاجتماعية الناتجة عن إحباط العاطلين عن العمل، وتقليل ميلهم نحو الانحراف.
دور المجتمع في دعم الأفراد المتأثرين بمشكلة البطالة
يلعب المجتمع دورًا أساسيًا في دعم الأفراد المتأثرين بمشكلة البطالة، حيث يمكن من خلاله تقديم الدعم المادي والنفسي. ومن أبرز الطرق التي يمكن بها تقديم هذا الدعم:
- تشجيع المبادرات المحلية: عبر تنظيم برامج صغيرة لدعم المشروعات الريادية، يمكن للمجتمع المحلي أن يساهم في تحفيز التوظيف الذاتي. مثلًا، يمكن توفير دورات تدريبية عن كيفية بدء مشروع تجاري.
- تقديم الدعم النفسي: قلة فرص العمل تزيد من الضغط النفسي، لذلك يمكن أن تستفيد المجتمعات من تنظيم جلسات للدعم النفسي، تساعد العاطلين عن العمل على تجاوز أزماتهم وتطوير مهاراتهم.
- تعزيز التفاعل الاجتماعي: من المهم إقامة فعاليات تجمع بين العاطلين عن العمل والمجتمع، مثل المعارض المهنية والندوات، ليتمكن الأفراد من تبادل الخبرات والتواصل.
في النهاية، لا يمكن التغاضي عن دور التوعية ودعم المجتمع في معالجة مشكلة البطالة، فهما خطوتان أساسيتان نحو بناء مجتمع صحي وقادر على تجاوز التحديات.
طالع ايضا: التنمية البشرية والتنمية الذاتية